عباس بن فرناس ودوره في الحياة العلمية في الأندلس (194-274هـ /810-887م)
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
يعد عباس بن فرناس أول طيار عند العرب والمسلمين؛ فما أن يذكر اسمه حتى تتبادر إلى الأذهان قصة تلك المحاولة التي فتحت المجال أمام العالم ليصل إلى اختراع الطائرات، فمن خلال تلك المحاولة تحققت شهرته الواسعة في العالم كله، إلا أنه بالمقابل فإن قلة فقط هم من يعرفون أن لهذا الرجل إنجازات علميةً أخرى أبدع فيها وتألق؛ توزعت بين عدد كبير من حقول المعرفة؛ كالكيمياء، والطب، والصيدلة -خاصة الأعشاب وخصائصها العلاجية-؛ مما أهلّه أن يكون طبيب القصر لأمراء الأندلس، وبرع أيضاً في الرياضيات، والفيزياء، والشعر، والأدب، والبلاغة، والموسيقى، والفلسفة، بل حتى ما يخص الصناعة، والمواد الحربية، والهندسة، فأصبح من عباقرة علماء الأندلس الموسوعيين في القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي؛ واستحق بذلك لقب حكيم الأندلس. شهد له الكثيرون بأنه كان حريصاً كل الحرص على تطبيق النظريات العلمية وتحقيقها بالمنهج العلمي في كل العلوم، بل وتطبيقها على أرض الواقع، وإن كان مما يؤسف له أن معظم مؤلفاته فُقدت ولم يتبقَ منها إلا القدر اليسير؛ مما هو متناثر في بطون الكتب أو لمن أخذ عنه أو ترجم له، وهذا جعل المعرفة بهذه الشخصية قليلة ومحصورة في جانب معين، ولفئة محدودة من المطلعين والدارسين فقط.