المسارات السياسية لعمر منصور الكيخيا 1950-1962

##plugins.themes.academic_pro.article.main##

إيمان خالد صالح خالد

الملخص

يتناول هذا البحث السيرة السياسية لعمر منصور الكيخيا(1880–1962) ، بوصفه إحدى الشخصيات المحورية في تاريخ ليبيا الحديث، خاصة خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وبداية تأسيس الدولة الليبية المستقلة، ينتمي الكيخيا إلى أسرة ذات جذور اجتماعية ووطنية راسخة، ويُعدّ حفيد المجاهد محمد الأول الذي خاض مواجهات ضد الإسبان خلال محاولاتهم الاستعمارية في القرن السابع عشر، مما أكسب العائلة رصيدًا رمزيًا في الذاكرة الوطنية الليبية.


برز نشاط الكيخيا السياسي لأول مرة في العهد العثماني الثاني، غير أن حضوره الفعلي والمؤثر تكرّس خلال فترة مقاومة الاستعمار الإيطالي، حيث انخرط في العمل الوطني وتبنّى خطابًا يعكس تطلعات النخبة الليبية إلى التحرر والسيادة، وبعد الحرب العالمية الثانية، ومع تصاعد الجهود الدولية والإقليمية لتقرير مصير ليبيا، تقلد الكيخيا عدة مناصب سيادية، من أبرزها تولّيه رئاسة الحكومة في عام 1949 في ظل الإدارة السنوسية في برقة، ثم انتخابه رئيسًا لمجلس الشيوخ في الدولة الليبية بعد إعلان الاستقلال عام1952م ، تميّزت مواقفه السياسية بقدرٍ عالٍ من الاستقلالية والتمسك بالسيادة الوطنية، وهو ما انعكس بوضوح في معارضته الصريحة لإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على التراب الليبي، رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي رافقت تلك المرحلة، وقد أدى هذا الموقف إلى احتكاكات مباشرة مع أطراف نافذة في السلطة، لا سيّما المؤيدين للوجود الأجنبي، ما أسهم في تقويض موقعه السياسي ودفعه لاحقًا إلى  تقديم استقالته عام 1954م، كما أن موقفه الرمزي المتمثل في الامتناع عن حضور جنازة إبراهيم الشلحى، الضابط المقرب من الديوان الملكي  فُسّر على أنه تعبير عن خلاف عميق مع اتجاهات الحكم، الأمر الذي أضعف علاقته بالبلاط السنوسي عقب استقالته، انكفأ الكيخيا عن العمل السياسي وعاش في عزلة

##plugins.themes.academic_pro.article.details##

كيفية الاقتباس
خالد إ. خ. ص. (2025). المسارات السياسية لعمر منصور الكيخيا 1950-1962. مجلة جامعة فزان العلمية, 4(2), 107–121. استرجع في من https://fezzanu.edu.ly/fusj/index.php/FUAJ/article/view/509