إشكالية التواصل في الإدارة العامة الليبية: الواقع الراهن وآفاق المستقبل

الملخص

يسلط هذا البحث الضوء على أهم المحددات العامة لمفهوم التواصل الإداري بتبيان عناصره ومكوناته وأنماطه المختلفة، لفهم أبعاد التواصل في تدبير وتسيير العمل الإداري، باعتباره الشريان الذي يُغذي المؤسسات الإدارية العامة بالبيانات والمعلومات والمقترحات.

وبالنظر إلى أهمية التواصل الإداري فقد أضحى من الإشكاليات التي تفرض نفسها في سياق الحديث عن إصلاح الإدارة الليبية وتحديثها. ومن هذا المنطلق، حاول الباحث تشخيص واقع النظام التواصلي بالإدارة العامة الليبية، حيث تم الوصول إلى وجود أزمة تواصل حقيقية داخل هياكلها، انعكست سلباً على كفاءة أدائها وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وتتجلى هذه الأزمة في ضعف التنسيق بين المستويات الإدارية المختلفة، فضلاً عن غياب قنوات فعّالة للتواصل مع المواطنين، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الإجراءات، وتأخير المعاملات، وتزايد الشكاوى، وفقدان الثقة بالمؤسسة العامة.

ولتجاوز أزمة التواصل التي تعاني منها الإدارة الليبية، بات من الضروري التخلص من النمط التقليدي والبيروقراطي الذي تنهجه. ومن هنا، حاولت في هذا البحث استحضار جملة من الأفكار والرؤى التي من شأنها تعزيز فعالية العمل التواصلي، وتمهيد الطريق لبناء إدارة معاصرة قادرة على التفاعل الإيجابي مع محيطها الداخلي والخارجي.