المقومات الجغرافية للسياحة الصحراوية في الجنوب الغربي من ليبيا "دراسة في الجغرافيا الاقتصادية "
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
تُعد السياحة من أبرز القطاعات الاقتصادية في الدول النامية؛ لدورها في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل. وتتمتع ليبيا بإمكانات سياحية مهمة بفضل إرثها الحضاري وتنوعها الطبيعي، لاسيما في منطقة فزان الذي يشكل متحفًا طبيعيًا مفتوحًا بامتداداته الصحراوية ومعالمه التاريخية. تهدف الدراسة إلى إبراز الأهمية الاقتصادية للسياحة الصحراوية في فزان، وتحليل واقعها الحالي، وتحديد أبرز الفرص والتحديات، مع اقتراح رؤية تنموية مستقبلية.
اعتمدت الدراسة على ثلاثة مناهج: الوصفي لدراسة الواقع السياحي، التاريخي لتتبع المراحل الزمنية للمواقع، والتحليلي لمعالجة البيانات والإحصاءات السياحية. أظهرت النتائج أن المنافذ الجوية هي الوسيلة الأساسية لدخول السياح؛ حيث بلغت نسبة الدخول 54.5% والخروج 55.1% عام 2024، مما يبرز دور النقل الجوي في دعم السياحة، ووجود تفاوت واضح في توزيع المنشآت الفندقية والبنية التحتية السياحية بين مدن فزان؛ إذ تتصدر سبها معدل 35% من عدد الفنادق والنزل (7 من أصل 17)، وقرابة 39% من العمالة (290 من أصل 743)؛ ما يُبرز دورها كمحور سياحي رئيسي. تليها مرزق بنسبة 25% في عدد الأسرّة، هذا يُشير إلى قدرة استيعابية جيدة رغم عدد الفنادق المحدود. كما أظهرت الدراسة ضعف التوزيع الجغرافي للخدمات السياحية وغياب الترويج الإعلامي، إضافة إلى إهمال العديد من المواقع الطبيعية والأثرية؛ مما قلل من الاستفادة من الإمكانيات المتاحة. خلصت الدراسة إلى أن منطقة فزان تمتلك موارد ضخمة للتنمية السياحية، لكن استثمارها يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا يوازن بين البنية التحتية والترويج الإعلامي، ويوزع الخدمات بشكل متكامل، وأكدت النتائج أن تطوير هذا القطاع يسهم في خلق فرص عمل، وتنمية المجتمعات المحلية، والحفاظ على الإرث التاريخي، بما يجعله موردًا استراتيجيًا داعمًا للاقتصاد الوطني.