استشراف مستقبل العلوم الإنسانية "التاريخ نموذجاً
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
تمثل العلوم الإنسانية أصل الفكر بالنسبة لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، وتساهم بدرجة كبيرة في تجديد هذا الفكر، وبالتالي تجديد المجتمع؛ فهي تساعد على البناء والتنمية من خلال إنتاج جيل من الشباب الواعي المثقف القادر على المشاركة في بناء مجتمعه ودولته، والتفاعل مع قضاياه؛ وهذا يتطلب توجيه دفة الاهتمام والتركيز نحو ما يصنع هذا الوعي وينميه عوضاعن استحداث المعوقات التي تقف حائلاً دون أن يكون للعلوم الإنسانية أي أثر الحقيقي وبارز في خدمة المجتمع .
فالشهادات المتحصل عليها من دراسة العلوم الإنسانية أصبحت موضعا للانتقاد؛ بسبب الافتقار إلى المسارات الوظيفية الواضحة التي تمنحها القيمة المطلوبة، لبعدها بعيدة عن واقع المجتمع، وغرقها في دراسات نظرية لا تؤتي ثمارها كما ينبغي.
ومن هنا فإن هدف هذا البحث هو محاولة تحسس وتبيان أهم المعوقات التي تواجه العلوم الإنسانية بصفة عامة والتاريخ بصفة خاصة، ونظرة المجتمع إليه وإلى المشتغلين به التي تحول دون تأديته لدوره المرجو منه في تنمية المجتمع والارتقاء به، عن طريق وصف وسرد ما يواجه تخصص التاريخ من صعوبات وتحديات في مجال التخصص، والعمل والتوظيف بهدف الوصول إلى تفسيرات منطقية تساعد في وضع أطر محددة للمشكلة وتأثيراتها على المجتمع.