كلمة المشاركين في مؤتمر الإرث الحضاري لفزان واستشراف المستقبل.
●جاء في كلمة المشاركين التي ألقاها أ.د. المبروك محمود صالح سليمان في فعاليات مؤتمر الإرث الحضاري لفزان واستشراف المستقبل:
● بسم الله الرحمن الرحيم
– الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام الأكملين الأتمين على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
– إنه لمن دواعي السرور والشرف أن أجد نفسى بين كوكبه من العلماء الأجلاء الذين تنادوا من أرجاء الوطن وخارجه تلبية لدعوة رسالة البحث العلمي، وإحياءً لعرس من أعراس التاريخ الإنساني.
● السيدات والسادة الحضور
– لست بأفصحكم لساناً، ولا بأبلغكم عبارة، ولكنه القدر الذي جعلني أن أقف أمامكم، والقريحة مليئة بفيض من الشكر والامتنان لفزان التاريخ والعلم، ولأهلها المباركين،
ولمن ساهم وشارك ونظم هذا المحفل العلمي الموسوم بـ (الإرث الحضاري لفزان واستشرف المستقبل) والحقيقة هي أن فزان لم تكن حاضرة في التاريخ، بل كانت هي التاريخ نفسه، التاريخ المشرف لكل عصر، والدرة النفيسة في عقد العلم، وهي التي ضربت في أعماق التاريخ بجذورها من خلال الحضارات التي قامت على أرضها المباركة، الحضارات التي تركت لنا إرثاً حضارياً نفخر به من جيل إلى جيل، حتى إن الحضارة الجرمانية سبقت حضارة الفراعنة بـ [2000] سنة في تحنيط موتاهم ودفنهم، وإن رسومهم ونقوشهم تعد دليلا آخر على عراقة حضارتهم التاريخية.
● أخرجت فزان خلال الحقب الإسلامية المتعاقبة عراقة تاريخية وأثرية يعجز التاريخ عن وصفها، فمدينة زويلة احتوت على المسجد الأبيض الذي تم بناؤه على الطراز المعماري الشبيه لمساجد القاهرة التي كان أحد أبوابها يحمل اسم مدينة زويلة، مع وجود الكثير من المباني الإسلامية وغيرها.
– إن الباحث في الجغرافيا والأثر ليجد أثرا أيما أثر!!!!!
– إن هذه الرقعة الشاسعة من جغرافية ليبيا المباركة ينبت فيها الأولياء والعلماء والصالحون كما تنبت الأرض البقل، وإن التاريخ القديم والمعاصر ليقول لكل باحث من خلال الآثار والمرويات والمخطوطات وكذلك المشاهد الجغرافية الحية : انتبه، فإن لفزان في تاريخ الإنسانية شأن عظيم.
● السيدات والسادة المشاركون
– ما أبحاثكم وما ورقاتكم العلمية التي تقدمونها اليوم إلا فسيفساء جميلة للوحة تاريخية لمنطقة عريقة، وكم أتمنى على الله سبحانه وتعالى أن تنال أعمالكم الجهد الكافي من الإثراء والنقاش ونشرها، ليكتمل لهذه اللوحة جمال ألوانها.
● وأخيراً وليس آخرا:
– أقدم جزيل شكري وتقديري واحترامي مرة أخرى لجميع أهل فزان عامة، وأهل مدينة تساوة المباركة خاصة، وكلية الآداب بجامعة فزان على ما قدموه ومابذلوه من جهد واضح للعيان في احتضان هذا المؤتمر التاريخي المهم، وباسمى وباسم المشاركين جميعا أقدم لكم كل العرفان والامتنان إلى ما لقيناه من كرم ضيافة، وحسن استقبال، ورحابة صدر، وحسن معاملة، راجين للنتائج والتوصيات المنبثقة عن فعاليات هذا المؤتمر التوفيق والنجاح والسداد.
– والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
(المكتب الإعلامي بجامعة فزان).