
كلمة رئيس الجامعة في فعاليات الندوة العلمية الموسومة بعنوان (أزمة الاقتصاد الليبي الأسباب ومقترحات الخروج من الأزمة ).
الأربعاء، الموافق (23-4-2025م).
●جاء في الكلمة التي ألقاها أ. د.المهدي ميلاد الجدي رئيس الجامعة خلال فعاليات الندوة العلمية التي أقيمت في مدرج كلية الاقتصاد والمحاسبة مرزق صباح اليوم الأربعاء الموافق (23-4-2025م) جاء فيها مايأتي:
● “بسم الله الرحمن الرحيم”
– السيد المحترم مدير مديرية أمن مرزق، السادة المحترمون عمداء البلديات، السيد المحترم مدير ديوان حوض مرزق، السيد المحترم مدير هيئة الرقابة الإدارية فرع مرزق، السيد المحترم مدير ديوان المحاسبة فرع مرزق، السيد المحترم وكيل الجامعة للشؤون العلمية، السادة المحترمون عمداء الكليات والوكلاء، السادة المحترمون الكاتب العام، والمسجل العام، ومديري الإدارات والمكاتب، السادة المحترمون أعضاء هيئة التدريس والضيوف المشاركين كل باسمه، وصفته، ومقامه، أبنائنا الطلبة والطالبات.
– السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أسعد الله صباحكم جميعا.
● يسعدني ويشرفني باسم جامعة فزان رئاسة وهيئة تدريسية وإدارية وطلابية، أن أرحب بكم جميعا في افتتاح فعاليات الندوة العلمية الموسومة بعنوان ( أزمة الاقتصاد الليبي الأسباب ومقترحات الخروج من الأزمة) الذي تنظمها جامعة فزان ممثلة فى كلية الاقتصاد والمحاسبة، ولعله من دواعي السرور أن تقام هذه الندوة داخل مدينة مرزق، هذه المدينة العريقة الضاربة جذورها في التاريخ والتي كانت عاصمة لإقليم فزان حتى عهد قريب والتي أسهمت في تشكيل الهوية الوطنية الليبية.
● لقد مرت المدينة بظروف صعبة وأحداث مؤلمة أدت إلى تعطيل وإغلاق معظم المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية ومن بينها هذه الكلية، ولكن بفضل الله تعالى ثم بفضل الجهود المخلصة والصادقة للقيادة العامة للقوات المسلحة، والإدارة الحكيمة الراشدة لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، ها نحن اليوم نعيش الأمن والأمان والتنمية والأعمار واقعا ملموسا في جميع أنحاء المدينة، كما نشيد بالدور البارز للسيد مدير مديرية أمن مرزق الذي ساهم بشكل كبير في بسط الأمن داخل المدينة، والذي كان له الأثر الإيجابي في توفير البيئة المناسبة لانعقاد هذه الندوة. كما نشيد أيضا بالجهود المضنية للسيد رئيس وأعضاء المجلس البلدي لبلدية مرزق من لم الشمل، والمصالحة، والتعايش السلمي، وتفعيل المؤسسات العامة والخاصة داخل المدينة.
● السيدات والسادة الحضور، إن انعقاد هذه الندوة اليوم، ليس مجرد نشاط أكاديمي، بل هو خطوة نحو تحمل الجامعة لمسؤولياتها الوطنية والعلمية في الإسهام في معالجةواحدة من أخطر الأزمات التي تعاني منها بلادنا الحبيبة، ألا وهي الأزمة الإقتصادية التي باتت تمس كافة جوانب الحياة للمواطن الليبي وتهدد ركائز المجتمع والوطن .
● لقد تعرض الاقتصاد الليبي من أكثر من عقد من الزمان لاضطرابات شديدة نتيجة للتحولات السياسية والأمنية التي انعكست مباشرة على أداء المؤسسة المالية، وعلى مجمل القطاعات الحيوية، ولعل مازاد من تعقيد المشهد هو غياب إستراتيجية اقتصادية موحدة وازدواجية في إدارة القرار المالي، وتداخل الصلاحيات بين السلطات، إلى جانب اعتماد الإقتصاد بشكل شبه كلي على قطاع النفط الذي يعاني هو الآخر من تقلبات الأسعار العالمية والصراعات المحلية حول الإيرادات والتوزيع، ولعل أزمة سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية هي إحدى صور هذه الأزمة، فمنذ قرار تعديل سعر الصرف في العام (2021م) وما تلا ذلك من قرارات، وانخفاض قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية، شهدنا تداعيات واسعة على أسعار السلع والخدمات، وعلى القوة الشرائية للمواطن ولعل من أسباب هذه الأزمة هو الاعتماد شبه الكامل على الواردات لتأمين الاحتياجات الأساسية، مع ضعف واضح في الناتج المحلي، والطلب المفرط على النقد الاجنبي نتيجة ضعف الثقة في العملة الوطنية، وغياب الشفافية والحوكمة في إدارة احتياطي الدولة من العملة الصعبة، والفساد والتهريب والاقتصاد الموازي الذي يستنزف الموارد، ويضعف أدوات الدولة في التحكم في السياسات النقدية.
● السادة والسيدات الحضور ، إننا في جامعة فزان نؤمن أن الجامعة ليست مؤسسة تعليم فقط، بل هي بيت خبرة، ومنبر حوار، ومركز تفكير إستراتيجي يمكن أن يسهم بقوة في صياغة سياسات بديلة، واقتراح حلول اقتصادية قادرة على الاستجابة لتحديات المرحلة، ومن هنا فإنني أدعو من خلالكم إلى دعم مراكز الدراسات والبحوث داخل الجامعات وخارجها، وفتح قنوات تواصل مباشر بين صناع القرار والباحثين، وإشراك الكليات والمراكز البحثية في صياغة السياسات العامة خاصة في المجالات الحيوية ..
●وأخيراً وليس آخرا: أتوجه بجزيل الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الندوة من أساتذة وطلاب وموظفين، ولكل السادة الضيوف والخبراء الذين لبوا دعوتنا، وأسهموا بأفكارهم في هذا الجهد العلمي الوطني، ولكم جميعا كل الشكر والتقدير و الإمتنان.
– والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
– أ. د. المهدي ميلاد الجدي رئيس جامعة فزان .
(المكتب الإعلامي بجامعة فزان).