
جامعة فزان.
كلمة رئيس الجامعة بمناسبة الذكرى [71] لتأسيس الحركة العامة للكشافة والمرشدات في ليبيا.
الخميس، الموافق (17-4-2025م)
● جاء في الكلمة التي ألقاها أ.د. المهدي ميلاد الجدي رئيس الجامعة خلال الاحتفالية التي أقيمت في مدرج كلية التربية تراغن بمناسبة الذكرى [71] لتأسيس الحركة العامة للكشافة والمرشدات في ليبيا صباح أمس الخميس الموافق (17-4-2025م) جاء فيها مايأتي:
” بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأكرم محمد بن عبد الله خير من ربى الأجيال، وغرس فيهم المبادئ والقيم.
● السيدات والسادة القادة الكشفيون ، الأشبال والزهرات والجوالة السيدات والسادة الحضور جميعا، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
● يسعدني ويشرفني ويشرف جميع منتسبي جامعة فزان أن ألتقي بكم في هذا الصباح، مرحبا بكم بأسمى عبارات الترحيب على أرض إحدى المؤسسات
التعليمية التابعة لجامعة فزان، وهي كلية التربية بمدينة تراغن الطيبة، حيث نشهد جميعاً فعاليات الاحتفال بالذكرى الواحدة والسبعين؛ لانطلاق الحركة الكشفية في وطننا العزيز، هذه الحركة التي شكلت على مدار العقود الماضية إحدى أهم الأعمدة التربوية في مجتمعنا المحلي ، وأسهمت بفاعلية فى بناء أجيال قادرة على العطاء، وعلى تحمل المسؤولية، والقيام بدورها في خدمة الوطن والإنسانية.
● في هذا اليوم لا نستعرض فقط تاريخاً ناصعاً من الأنشطة والبرامج، بل نحيي ذكرى رجالا ونساء آمنوا بفكرة عظيمة، وسعوا لتجسيدها واقعاً ملموساً ، فأنشأوا المعسكرات، ودربوا الأجيال، ونقلوا شعلة الكشفية من يد إلى يد حتى صارت اليوم حركة راسخة متجددة ناضجة ذات تأثير وطني وإنساني لا يخفى على أحد.
● أيها الحضور الكريم.
– إن ما يميز الحركة الكشفية فى وطننا ليس فقط انضباطها أونشاطها، بل روحها المتجددة فى أصالة هويتنا الوطنية، وارتباطها العميق بقيم ديننا الحنيف، وعادات مجتمعنا المحافظ، وتطلعات شعبنا نحو مستقبل أفضل وواعد، فالكشاف فى بلدنا لم يكن يوماً متفرجاً، بل كان دائماً فاعلاً وحاضراً فى كل المناسبات الوطنية والدينية، وفي دعم المتضررين، وفي حملات التوعية والإرشاد، وفي تقديم يد العون في كل وقت وحين .
● لقد واكبت الحركة الكشفية التحولات والتغييرات التي شهدتها بلادنا على مر العقود الماضية، وتطورت أدواتها ومناهجها؛ لتكون أكثر قرباً من اهتمامات الأجيال المتعاقبة، وأكثر مواكبة للتقنيات الحديثة، لكنها في جوهرها ظلت كما هي تصنع الإنسان الذي يعمل بصمت وإخلاص، ويقود بتواضع، ويعيش لقيمه ومبادئه.
● في هذه المناسبة، يسعدنى أن أعبر بصفتي رئيسا لجامعة فزان عن فخرنا واعتزازنا العميقين في المؤسسة الجامعية بهذه المسيرة الكشفية الممتدة، وبما تمثله من شراكة تربوية واجتماعية فاعلة.
● إن الجامعات لم تكن في يوم من الأيام بمعزل عن الحركة الكشفية، بل هي بيئة حاضنة لها، ومنبر داعم لنشاطاتها، ومحفز لرسالتها، حيث لمسنا الأثر الإيجابي العميق للحركة الكشفية في حياة طلابنا وطالباتنا، وجميع منتسبينا، فقد شكلت لهم مساحة
لصقل الشخصية، وتنمية المهارات، وغرس القيم القيادية والمجتمعية؛ فضلاً عن تعزيز الانتماء الوطني، وروح التطوع والعمل بروح الفريق.
● ولذلك بادرت جامعة فزان إلى توقيع اتفاقية للتعاون المشترك مع مفوضية مرزق للكشافة والمرشدات؛ من أجل شراكة قوية وفاعلة لخدمة المجتمع المحلي، وبما يحقق الرؤى والرسائل والأهداف المشتركة للطرفين، فنحن في جامعة فزان نؤمن بأن التعليم الحقيقي لا يقتصر فقط على القاعات الدراسية ، بل يمتد إلى كل فضاء تربوي، ولهذا فإننا نثمن الشراكة الفاعلة مع الحركة الكشفية، ونؤكد التزامنا المستمر بدعم أنشطتها، واحتضان مبادراتها، وتشجيع طلبتنا على الانخراط فيها؛ لما لها من أثر إيجابي مباشر فى تكوين شخصية الطالب الجامعي المتوازن المسؤول والفاعل في مجتمعه.
● ختاماً، وفى هذه الذكرى لابد أن نقف وقفة وفاء وتقدير لكل الرواد الذين أسسوا هذه الحركة، ولكل القادة الذين واصلوا العمل ليل نهار دون كلل أو ملل، ولكل المؤسسات التي دعمت واحتضنت هذه المسيرة، وأقول لأبناء وبنات الحركة الكشفية: أنتم الامتداد، أنتم الأمل، أنتم من ستحملون الشعلة إلى غد ومستقبل أفضل لهذا البلد بإذن الله.
● وأخيراً وليس آخرا:
– أرحب بكم مرة أخرى، وأتمنى لكم إقامة طيبة، ولملتقاكم هذا التوفيق والنجاح والسداد.
● والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
● أ.د. المهدي ميلاد الجدي: رئيس جامعة فزان.