المعتقدات الدينية لسكان فزان القدماء (عبادة الثيران)

##plugins.themes.academic_pro.article.main##

سالم محمد عبد الله هويدي

الملخص

لاريب أن دراسة المعتقدات من الأهمية بمكان إلى حد أنه لا يمكن التأريخ لذهنيات الشعوب دون الغوص في موروثها العقائدي والذي مهما كان بعيدًا في الزمان سيظل عنصر تأثير في حياتهم الدينية والاجتماعية وعلى هذا فإن الورقة تهدف إلى التوغل في الزمن الماضي للبحث عن بعض الأفكار والتصورات الروحانية والوجدانية وكذا المعتقدات والقيم والمنظورات الإيديولوجية الخاصة بعبادة الحيوانات ( الثيران ) التي تبناها وانقاد إليها سكان فزان القدماء ومن ثم اعتقدوا وآمنوا بها.


ومن منطلق محاولة التعرف على جذور أو تحديد الشكل الأصلي لهذا المعتقد الديني تنقلت الورقة بين التحليل والمقارنة والاستنباط، وخلال فترة زمنية تعود للألفية الثامنة قبل الميلاد وبعدها ضمن المجال الجغرافي لواحات إقليم فزان ومرتفعاته ووادي النيل المصري، كما أبرزت الورقة ماهية الإله وتجلياته وكذا رموزه، ومن الافتراض القائم على أن الثيران كانت ضمن مظاهر البيئة التي لفتت انتباه الفزاني القديم؛ فرأى في الثور نموذجا أعلى للقوة الجسمانية والإخصابية ( القدرة على الخلق والتكاثر واستمرار الحياة ) في المسرح الطبيعي الذي يعيش فيه.


كما تناول البحث آراء وافتراضات العلماء المختلفة مع اعتقاد الباحث حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء ما حظيت به الثيران من توقير وتبجيل وعبادة، كما تطرقت الورقة إلى مجموعة الشعائر والطقوس الدينية والاحتفالات الدورية التي ارتبطت بعبادة الثيران في المجتمع الفزاني القديم والتي ما زال بعضها مختزلاً في الذاكرة الجماعية للسكان.

##plugins.themes.academic_pro.article.details##