الأحوال الاجتماعية لإقليم فزان في القرن الأول الهجري/السابع الميلادي
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
تتلخص هذه الدراسة في دراسة وإبراز الأحوال الاجتماعية لإقليم فزان في القرن الأول الهجري/السابع الميلادي، حيث أنه من المعروف تاريخيا أن الفتح الإسلامي لإقليم فزان قد مر بمرحلتين: المرحلة الأولى سنة (22ه/641م)، والمرحلة الثانية سنة (49ه/669م)، ولقد كان لهذا الفتح أثره الكبير على الأحوال الاجتماعية لإقليم فزان، حيث كانت البيئة السكانية المتواجدة به متنوعة ومتعددة؛ فمنها من رفض في البداية الدخول في الإسلام، ومنها من دخله عن طيب خاطر؛ وذلك لأن الفتح الإسلامي ارتكز على عدة محاسن ومبادئ إسلامية متمثلة في منهجية تعامل المسلمين مع سكان المناطق المفتوحة، واللين وحُسن المعاملة، وقد رافق هذا الفتح انتشار الإسلام، واللغة العربية، والعادات والتقاليد الإسلامية التي لقيت قبولاً حسناً، وإعجاباً لدى البربر إلى حد أن الكثير من القبائل البربرية بدأت تراجع أنسابها وتصلها بأصول عربية.
وتُعد حركة التعريب هذه انتصاراً للغة العربية أكثر منها انتصاراً للعنصر العربي في تلك البقاع النائية في الجنوب الليبي، حيث كان انتشار الإسلام بين بربر إقليم فزان أسرع من انتشار اللغة العربية؛ وذلك عبر الدعاة والفاتحين العرب، ونزوح قبائل عربية طيلة عهدي الخلافة الراشدة والدولة الأموية التي اختلطت بالسكان الأصليين، وكونت هذه التركيبة بعد دخولها الإسلام الذي أثر كثيراً على الأحوال الاجتماعية، وعلى العادات والتقاليد لإقليم فزان.