عروش الفزازنة في تونس: من الاستقرار إلى الانصهار
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
تسمى التفرعات القبلية والتجمعات السكنية المرتبطة برباط الدم والقربى في تونس بالعروش، والعرش الواحد منها يجمع في الغالب أفراداً من قبيلة أو فخذاً منها، أو مجموعة أفراد بينهم صلات اجتماعية من وشائج النسب الواحد.
وقد شهدت فترات متفاوتة من تاريخ ليبيا هجراتٍ لأفرادٍ وعوائل وقبائل ليبية إلى تونس وغيرها، جراء الحروب والنفي، نتج عن بعضها تكوين جماعات احتفظت بمسمياتها وجذورها وأزيائها ولسانها وعاداتها وثقافاتها.
وبرز المكون الفزاني المهاجر إلى بلاد تونس كما غيره من القبائل والأعراق الليبية، من حيث احتفاظه بهويته وزيه ورسومه الاجتماعية ووشائج روابطه الأصيلة، حتى اشتهر الفزازنة في تونس لدرجة أن حيّاً كاملاً في تونس العاصمة يسمى إلى اليوم( نهج الفزازنة)، بسبب غلبة أهل فزان على المكان وقرارهم به وصبغهم إياه بطابعهم الفزاني، وشكلوا كغيرهم من المهاجرين ما عرف بالعرش الفزاني، وهو تجمع عوائل وقبائل أهل فزان في تونس في تنظيم مجتمعي إداري له مزاياه وصفاته وعاداته وأسلوب حياته ونمط تعاملاته، لدرجة أن الفن الشعبي الفزاني غلب على غيره من فنون الناس، فاشتهر في تونس إلى اليوم فن يسمى الفزاني، وهو نسخة واضحة من المرسكاوي الفزاني.
وهذا البحث وصف للعروش الفزانية وأحوال أهل فزان المعيشية في دار قرارهم تونس، ومظاهر حياتهم ومعاشهم، وقياس مدى تأثيرهم في المجتمع التونسي إدارياً واجتماعياً وثقافياً، بهدف تتبع أطوار تكون العروش القبلية الفزانية، ونمط حياتها، وعلاقتها بالمهاجرين الليبيين وبأهل تونس بشكل عام.