دور قبائل فزان في مقاومة الغزو الإيطالي لليبيا 1911 أكتوبر-1912
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
تعرضت ولاية طرابلس الغرب كما كانت تعرف خلال فترة العهد العثماني الثاني (1835-1911) لعدوان خارجي استهدف احتلال الأرض، وسلب حرية المواطنين من قبل إيطاليا التي بررت العدوان بحجج وذرائع واهية؛ منها: تحضير وتمدين الليبيين، وتقديم الخدمات لهم، وتحريرهم من ظلم وجور العثمانيين، واعتقد الإيطاليون أن الليبيين سيستقبلونهم استقبال الفاتحين، ويتحولون إلى إخوة لهم بمجرد نزولهم للشاطئ الليبي.
وبمجرد أن شرعت بوارج الأسطول الإيطالي في أكتوبر 1911م، في قصف المدن الساحلية ومنها مدينة طرابلس تنادى الليبيون رجالا ونساء أطفالا وشيوخ إلى ميادين الجهاد كل بما وقعت عليه يداه.
تحركت جموع المتطوعين من كافة المناطق تحت قيادة زعاماتها المحلية تلبية لنداء الوطن، وكان من ضمن المجموعات التي انطلقت من أقصى الجنوب نحو الشمال مجموعات من مجاهدي قبائل فزان الذين لم ينتظروا أن تصدر إليهم الأوامر بالتحرك من السلطة في عاصمة الولاية طرابلس، ولم تحل بينهم وبين المشاركة في الدفاع عن الوطن قلة وسائل المواصلات أو وعورة الطريق وقلة الزاد.
تقدم أفراد هذه المجموعات بحماسة حتى وصلوا مقر قيادة الحامية العثمانية، بالعزيزية؛ حيث تم استقبالهم بحفاوة، بعدها صدرت لهم الأوامر بالتحرك نحو خط المواجهة حول مدينة طرابلس، والتحقوا بإخوتهم المجاهدين هناك، وخاضوا معهم معارك مشرفة أوقفت تقدم الايطاليين سنة كاملة (أكتوبر 1911- أكتوبر 1912م)؛ حيث لم يستطع الإيطاليون اجتياز مدى مدفعية أسطولهم، وهكذا استمر الوضع حتى أكتوبر 1912م، عندما عقدت الدولة العثمانية معاهدة أوشي لوزان التي بموجبها تم سحب جنود الحاميات العثمانية من ليبيا، وترك الليبيين بمفردهم يواجهون مصيرهم.